مغارة الهوة في حوران

من طرف محمد الحاجي الجمعة أغسطس 21, 2009 11:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم

.

تعد مغارة الهوة شمال قرية أم الرمان في محافظة السويداء ظاهرة بركانية فريدة من نوعها من حيث تشكلها الطبيعي رسمتها يد الطبيعة دون تدخل الانسان فيها ما أكسبها رونقاً وجمالاً وجعلها نقطة جذب سياحي ولاسيما أنها منطقة حدودية حيث تبعد 5 كم عن الحدود الأردنية وقد تم إقرار المعبر الحدودي الجديد بين سورية ودول الخليج قريباً منها.

ومغارة الهوة في السويداء تكوين طبيعي ومرشحة لتكون معلماً سياحياً قل نظيره بسبب تشكيلها البركاني الكلسي الفريد من نوعه وخاصة أنهما نقيضان ولكنهما التقيا والتحما معاً ليصنعا لوحات تشكيلية ساحرة في تجويف ممتد في الأرض يعود تاريخ تكونه إلى نحو مليوني عام.

وتتميز هذه المغارة عن غيرها من المغاور البركانية في العالم بأنها مغارة مركبة أي أنها تتألف من مغارتين معاً تشكلت المغارة الأولى من اندفاعات فوهة بركانية تقع غرب التل الذي أقيمت عليه قلعة صلخد بعد أن اندفعت هذه الاندفاعات في واد عميق بين قرية الرافقة وبلدة ذيبين واستمر اندفاع المهل اللزجة في ذلك الوادي لفترة زمنية طويلة ما سمح لعوامل الجو أن تبرد سطح هذا الوادي الملتهب فيقسو ويتجمد مشكلاًً سطح المغارة الأولى وفقاً لتعليل الجيولوجيين الذي شاهدوا هذه المغارة.

وتسبب استمرار سيلان الاندفاعات البركانية لفترة زمنية طويلة إلى إذابة سطح المغارة الأولى ويبدو ان الاندفاعات البركانية الغزيرة التي لم تتوقف ادت الى ظهور مغارة اخرى فوق مستوى سطح المغارة الأولى بأكثر من عشرة أمتار ومع الزمن بدأت تتكرر الظاهرة السابقة لتبرد سطح الثانية فتشكل سطح المغارة العليا الذي وصل الطول المكتشف حتى الآن إلى 3 كم ويتراوح عرضها بين 12-17متراً. وقال المهندس جهاد أبو زكي مدير السياحة بالسويداء انه من المتوقع أن يكون طول المغارة الحقيقي حوالي 9 كم ويقدر ارتفاعها بحوالي خمسة أمتار على حين يرتفع سطح المغارة العليا عن مستوى الكتفين بين 5-7 أمتار ونتيجة لذوبان الكلس المترافق مع البازلت عبر ملايين السنين تسرب الكلس إلى المغارة ليشكل صواعد ونوازل فريدة من نوعها والمدهش أن تلك الانسياحات قد تلونت باللون الأحمر الصارخ أحياناً تبعاً لنسبة انحلال أكسيد الحديد فيه ويشكل الكلس في أرض المغارة طبقات تشبه شرائح اللحم إضافة للصواعد التي تكلست وأعطتنا عشرات النماذج المختلفة تماماً عن الصواعد في المغاور الكاريسيتية "كمغارة جعيتا في لبنان"، فالنوازل والصواعد في مغارة جعيتا تشبه أضراس التنين.

وأوضح مدير السياحة أن تشجيع سياحة المغاور وتطويرها يؤدي بدوره إلى توسيع النشاطات السياحية وإغنائها لما لهذا النوع من السياحة من دور كبير في إشباع روح المغامرة وحب الاستكشاف وخصوصاً ان المغارة تتميز بأن طولها المكتشف منه حتى الآن يتجاوز الثلاثة كيلومترات ما يترك انطباعاً مدهشاً لدى الزائر.

وتسعى مديرية السياحة إلى استملاك المنطقة المحيطة بفوهة المغارة بمساحة10 دونمات علماً بأن العقارات القريبة منها زراعية وذات كلفة استملاك صغيرة ومن السهل تحضير الموقع وتجهيز فتحة المغارة ونقل الردميات بالموازاة مع إجراءات الاستملاك ليتم بعدها طرح المغارة في سوق الاستثمار القادم.